JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

تحريف تاريخ ولادة الإمام الكاظم عليه السلام


مضت قرون والناس تتناقل أن مولد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) كان في السابع من صفر، حتى صار ذلك كالمسلّمة التي لا يداخلها شك، معتمدين بذلك على إجتهاد الحمير الذين يسمّون انفسهم علماء.

ولكن إذا قلبنا صفحات الحديث، وبحثنا عن الرواية المتواترة، سنجد أن هذا التاريخ ليس إلا وهماً صنعته الرجال، وسار عليه الناس بلا تثبت، وقد خالفوا بذلك نصوص الأيّمة المعصومين (عليهم السلام)، وأي عارٍ وفضيحةٍ اكبر من هذه.

إن أصولنا الروائية المعتبرة تحمل روايةً صريحة وبأسانيد متعددة، ومؤيدة بشهادة الإمام العسكري (عليه السلام)، تثبت أن الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يُولد في صفر، بل في شهر ذي الحجة.

ومع ذلك، غُمز على هذه الروايات الشريفة، وكأنها غير موجودةٍ أصلاً! واستبدل بها قولٌ لا أصل له ولا شاهد عليه من كلام أهل العصمة (عليهم السلام).

عن أبي بصير قال: حججنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) في السنة التي ولد فيها ابنه موسى (عليه السلام)، فلما نزلنا الأبواء وضع لنا الغداء وكان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثر وأطاب، قال: فبينا نحن نأكل إذا أتاه رسول حميدة...

هذه الرواية الشريفة مروية ب٣ أسانيد

المحاسن:

بصاير الدرجات:

الكافي الشريف (سندين): 

وهناك شاهدٌ على هذه الحادثة، وهو منهال القصّاب (رحمه الله) حيث قال: خرجت من مكة وأريد المدينة فمررت بالابواء وقد ولد لأبي عبد الله موسى (عليه السلام) فسبقته إلى المدينة، ودخل بعدى بيوم، فأطعم الناس ثلاثا، فكنت آكل فيمن يأكل، فما آكل شيئا إلى الغد حتى أعود فآكل، فمكثت بذلك ثلاثا، أطعم حتى ارتفق ثم لا أطعم شيئا إلى الغد (٤).

والشاهد الأقوى والتأييد الذي يحسم الأمر، ما روي عن مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) قال: ولد بالأبواء، بين مكة والمدينة، في شهر ذي الحجة سنة مائة وسبعة وعشرين من الهجرة (٥).


وإنّي أخّرت هذا الخبر الشريف لعلمي بألاعيب المفترين المتقبحين مع آل محمد عليهم السلام ويضعّفونه مدعين أن الخبر مرسلٌ، ولكن لجهلهم وسوء سريرتهم لم يعلموا بأن هناك ثلاثة أسانيد إلى مولانا العسكري عليه السلام في ذكر التواريخ، وفي ذلك كلام طويل ذكرناه في كتابنا... 

عذرٌ أقبح من ذنب

حين ضاقت بهم السبل أمام وضوح الأخبار المتقدمة، لم يجدوا إلا حيلة العاجز، وأتوا بتأويل لا يستقيم مع النص، ولا مع الواقع، وحمّلوه ما لا يحتمل فقالوا:

لعل الإمام الصادق (عليه السلام) بقي في مكة حتى انتهاء السنة، ثم نزل بالأبواء في صفر، فولد له الإمام الكاظم (عليه السلام) هناك!

وهذا من أعجب ما يُسمع، فهذه المغالطة لا تصدر حتى من الطفل، والنص يفضح التأويل الواهي، فرواية أبي بصير واضحة جلية لا لبس فيها، حيث يقول:

حَجَجْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فِي السَّنَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا ابْنُهُ مُوسَى (عليه السلام)

أي أن الولادة كانت في نفس سنة الحج، لا بعدها بأشهر!

فهل بعد هذا البيان يبقى ريب...

NameE-MailNachricht