JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

النبي الأعظم لم يستشهد في صفر !

  


  

إن المشهور بين ساير الموالين استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) في ٢٨ من شهر صفر، وهو قول اعتمده المصنفون والمهتمون بالتواريخ بناءً على كلام الشيخ المفيد، دون الرجوع إلى روايات أهل البيت (عليهم السلام) والتواريخ المروية عنهم. ولعمري من أين جاء بهذا التاريخ الذي لا يقوم على نصٍ أو دليل. وأيّ عذرٍ يبقى لمن يتخذ الولاء شعاراً، وهو يجهل يوم شهادة نبيه (صلى الله عليه وآله)، فيركن إلى المشهور دون البحث والتدقيق؟ إن هذا التقصير لا يُغتفر، ويقع على عاتق طائفتين: الجهلة الذين جعلوا أقوال الرجال ميزاناً يُقدّم على النصوص الشريفة، والذين أضلّوا الناس عن منهج العترة الطاهرة مفضّلين الباطل والتزوير على الحق.

ورد في ذكر تاريخ شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) رواية بأسانيد متنوعة، ونسبت أسانيدها لرواةٍ عديدون، فكلٌ منهم يروي تواريخ أهل البيت ويُنسب إليه كتاب في ذلك، وقد تجاهلها الحاسدون وأصحاب الأهواء، بل عمدوا إلى تضعيفها وإخفائها عن الأنظار، متجنبين التحقيق فيها أو الالتفات إلى مضامينها. ونحن في هذا المبحث سنثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع استشهاده (صلى الله عليه وآله) في الثاني من شهر ربيع الأول، مستندين إلى الروايات والقرائن.

كتاب تاريخ النبي والائمة المسمى بالهداية الكبرى

السند الأول: قال الحسين بن حمدان: حدثني جعفر بن محمد بن مالك البزاز الفزاري الكوفي، قال: حدثني عبد الله بن يونس السبيعي، قال: حدثني المفضل بن عمر، عن سيدنا أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام):

السند الثاني: قال الحسين بن حمدان: حدثني محمد بن إسماعيل الحسني، عن سيدنا أبي عبد الله الحسن بن علي (عليهما السلام) وهو الحادي عشر من الأئمة (عليهم السلام):

السند الثالث: قال الحسين بن حمدان: حدثني منصور بن صفر، قال: حدثني أبو بكر أحمد بن محمد القرباني المتطبب ببيت المقدس، لعشرٍ خلون من شهر شعبان سنة اثنين وثلاثمائة، قال: حدثني نصر بن علي الجهضمي، قال: سألت سيدنا أبا الحسن الرضا علي بن موسى بن جعفر (عليهم السلام)، عن أعمار الأئمة من آل رسول الله (عليهم السلام) فقال الرضا (عليه السلام): حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام):

ما رواه عن جعفر بن محمد بن مالك، عن عبد الله السبيعي، عن المفضل بن عمر عن مولانا الصادق (عليه السلام):

ما رواه عن محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن، الحادي عشر من الأئمة (عليهم السلام)، فقالوا جميعاً: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضى، وله ثلاث وستون سنة منها أربعون سنة قبل أن ينبأ ثم نزل عليه الوحي ثلاثاً وعشرين سنة بمكة، وهاجر إلى المدينة هارباً من مشركي قريش وله ثلاث وخمسون سنة، وأقام بالمدينة عشر سنين، وقبض يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول من احدى عشرة سنة من سني الهجرة (١).

وحاول الرجاليون تضعيفها بشتى الطرق لئلا يُعمل بها فشنعوا عليها لكون ناقلها هو الخصيبي النصيري ونحن قد بيّنا حال كتابه ورأي علماء الرجال العائشي فيه ووثاقته عندهم (اضغط هنا

وإن كثرة أسانيدها وروايتها تغنيك عن البحث في صحتها، فقد وردت الرواية عن جمع من الأصحاب والثقات والرواة، أمثال المفضل بن عمر، وعبد الله بن يونس السبيعي، ومحمد بن إسماعيل الحسني (رحمهم الله)، وغيرهم. أضف إلى ذلك، أنه قد نقلها الرواة المعاصرون وأثبتوها في مصنفاتهم جميعاً، منهم الشيخ الثقة أبو بكر محمد بن ابي الثلج البغدادي، المتوفى قبيل الغيبة الكبرى، في كتابه:

تاريخ الائمة

يبدأ الكتاب هكذا: بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الإمام الفاضل العلامة محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن النجار البغدادي المحدث الشريفة المستنصرية قال أخبرنا المشايخ الثلاثة: أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي وأبو ماجد محمد بن حامد بن عبد المنعم بن عزيز الواعظ و أبو محمد أسعد بن أحمد بن حامد الثقفي إجازة قالوا جميعا أخبرنا أبو منصور عبد الرحيم محمد بن أحمد بن الثرابي الشيرازي اذنا قال أخبرنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن شاذان البجلي بخطه قال اخبرني أبو علي أحمد بن محمد بنو على العمادي النسوي بنساء قراءة عليه أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي بمكة سنة خمسين وثلاثمائة أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل المعروف بابن أبي الثلج، قال: حدثني عتبة بن سعد بن كنانة عن أحمد بن محمد الفاريابي عن نصر بن علي الجهضمي قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) عن أعمار الأئمة (صلوات الله عليهم) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن ثلاث وستين سنة - وساق الحديث - (٢).

وللرواية أسانيد أخرى تشتمل على المحدّثين الثقات غير هذه، فقد وجدت في كتاب لابن الخشاب البغدادي المسمّى


تاريخ مواليد الائمة


أخبركم أبو الفضل أحمد بن الحسن فاقر به قال أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن دوما قراءة عليه وانا اسمع في رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح الزارع النهرواني بها قراءة عليه وانا اسمع في سنة خمس وستين وثلاثمائة، قال حدثنا حرب بن أحمد المؤدب قال حدثنا الحسن بن محمد القمي البصري، قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن محمد بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام):

وأخبرنا الذارع الزارع قال: حدثنا صدقة بن موسى أبو العباس، قال: حدثنا أبي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي (عليه السلام) قالا: قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ابن ثلاث وستين سنة في سنة عشر من الهجرة، وكان مقامه بمكة أربعين سنة ثم نزل عليه الوحي في تمام الأربعين، وكان بمكة ثلاث عشرة سنة، ثم هاجر إلى المدينة وهو ابن ثلاث عشر سنين، وقبض (صلى الله عليه وآله) في شهر ربيع الأول يوم الاثنين لليلتين خلتا منه (٣).

ملاحظة: نقلت الرواية دون إضافة علامات الترقيم الموجودة في النسخ، إذ لاحظت أن هذه النسخ تحتوي على أخطاء في الترقيم، وإضافات قد تُوهم القارئ بانتهاء الرواية قبل اكتمال متنها، مما دفع البعض للإعتقاد بأنها ليست جزءاً من الرواية. وهذا النص الأصلي: " قبض وهو ابن ثلاث وستين سنة في سنة عشر من الهجرة. (ذكر حالات النبي صلى الله عليه وآله) وكان مقامه بمكة أربعين سنة... "

هذا التنسيق يوحي خطأً بأن الرواية انتهت عند " سنة عشر من الهجرة. " كما أنه لم يرد في النسخة المحفوظة بمكتبة كاشف الغطاء، ولكن العاجزين عن الرد لم يكلفوا أنفسهم عناء مراجعة الكتاب بدقة، وكانوا يبحثون عن اي خلل بسيط فيها لإلزالمهم بصحة سندها، فما أعجز رأيهم أن جعلوا علامات الترقيم وعبارات توضيحية متكررة في مصنفات عصره كـ (ذكر حالات النبي صلى الله عليه وآله) حجة للطعن في النصوص، زاعمين أن التتمة من المصنّف! امثال ياسر الحبيب (اضغط هنا) لعمري أنها تكررت في مواضع كثيرة للتنبيه على الفصل لا أكثر، وترتيبها الخاطئ لا شأن له بالرواية، فلعله من إضافات النساخ، لذا، ارتأيت نقل الرواية بشكلها السليم لتجنب هذا الالتباس.

وقد نقل شيخ الأصحاب محمد بن همام الرواية نفسها بسندٍ آخر في كتابه (النص مؤقت لحين اتمامنا تحقيق الكتاب)


⊱━━━━━━⊰✾⊱━━━━━━⊰


NameE-MailNachricht