ونحن إذا تأمـلـنـا فـي زيـارة أبـي الـفـضـل الـعـبـاس (عليه السلام) نجد فيها معنىً عظيماً حيث نقرأ:
جِئْتُكَ يا بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَافِداً إِلَيْكُمْ وَقَلَبْيِ مُسَلِّمٌ لَكُمْ تابِعٌ وَأَنا لَكُمْ تابِعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي بِكُمْ وَبِإِيَّابِكُمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الكافِرِينَ قَتَلَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالاَيْدِي وَالألْسُنِ (١).
فهذه العبارات تشير إلى إياب العباس (عليه السلام)، [والإياب يعني الرجعة] وأن دمه باقٍ في ذمة الأمة إلى اليوم الذي يُنجز الله فيه وعده لأوليائه ويُريهم القصاص.
ويُؤكد هذا المعنى حديث إمامنا الصادق (عليه السلام) حيث قال: إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه، ويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة، ثم قال (عليه السلام): «ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا» (٢)
فإن أصحاب الحسين المخلصين سيرجعون معه وهم أول من يكرّ إلى الدنيا، ولا يخفى أن العباس (عليه السلام) في طليعتهم، إذ كان أصحب أصحاب الحسين، وإذا أردنا التحدث من أين نبدأ؟ أمن جانب الأخوّة، أم جانب الطاعة، لقد كان ذراعه في مشروع الفداء الإلهي، وحاملاً لرايته حتى اللحظة الأخيرة، هذا الاصطفاء لم يكن أمراً عرضيّاً، إن العباس مخططٌ علويٌّ إلهيٌ لصحبة الحسين.
⊱━━━━━━⊰✾⊱━━━━━━⊰