في كلامٍ لأبي جعفر (عليه السلام) متحدثاً عن الله عز وجل قال: كلما ميّزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم، ولعل النمل الصغار تتوهم أن لله تعالى زبانيتين فإن ذلك كمالها! ويتوهم أن عدمها نقصان لمن لا يتصف بهما، وهذا حال العقلاء فيما يصفون الله تعالى به.
هذا النص العظيم عن الإمام الباقر (عليه السلام) أعطانا أعظم درس في التوحيد، وهو أنّ كل تصورٍ يتكوّن في أذهاننا عن الذات الإلهية هو في حقيقته مخلوقٌ من خيالنا المحدود، لا يمتّ إلى حقيقة الله تعالى بصلة، ولذا شبّه الإمام ذلك بتوهّم النمل الصغير لصفاتٍ يظنها كمالاً في عالمه الحقير كالقرنين فوق رأسه، بينما هي بالنسبة لله عز وجل محض نقصٍ وقصور.
إنه بيانٌ لا يوافيه بيان لمعنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ عَرَفَ رَبَّه» فسبحان من دلّنا على معرفته بتنزيهه عمّا سواه!
المصادر: