JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

تاريخ ولادة صاحب الزمان



من المسايل التي تستوقف الباحث المنصف في روايات آل محمد (عليهم السلام) مسألة تاريخ ولادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) إذ أن ولادته ليست معلومة تاريخية فقط، بل حقيقة نورانية يتصل بها وجدان المؤمن، ويمتد أثرها شوقاً للفرج بعد الإنتظار


وقد تتابعت الروايات على بيان هذا التاريخ المبارك، غير أن بعض الأقوال التي تسرّبت من غير طريقهم (عليهم السلام) أوجبت على الباحث الوقوف والتأمل، لا ردّاً للمشهور، بل تعزيزاً له من داخل الرواية المأثورة، ومن باب إتمام الحجة على من خلط بين الروايات لأنه موضوعٌ حساس جداً


وها نحن اليوم سنعرض هذه المسألة بمنهجية آل محمد عليهم السلام وقواعدهم


إن المشهور عند النصيرية ولادته الطاهرة الزكية في الثامن من شهر شعبان سنة ٢٥٧ من الهجرة، وفي ذلك أخبارٌ من طرقهم فقط.


وفي أخبارنا وأقوال أصحابنا ولادته الشريفة في النصف من شهر شعبان سنة ٢٥٥ من الهجرة، وكلها أخبارٌ خاصةٌ خاصةٌ خاصة.


إخبار مولانا الصادق بتاريخ ولادة القايِم وتوقيته


قال الحسين بن حمدان الخصيبي: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان عن أبي شعيب محمد بن نصير عن ابن الفرات عن محمد بن المفضل قال سالت سيدي أبا عبد الله الصادق (عليه السلام): في خبرٍ طويل... قال المفضل: يا سيدي وفي اي وقت ولادته قال: بلى وبل والله لا يرى من ساعة ولادته إلى ساعة وفاة أبيه سنتين وسبعة اشهر أولها وقت الفجر من ليلة يوم الجمعة لثمان ليال خلت من شهر شعبان الى ثمان ليال خلت من شهر ربيع الأول من سنة ستين ومائتين... (١)


أقول: إن الخبر نصيريٌ بحت، وعلامات التلاعب فيه ظاهرة، لأن بعض مضامينه تطابق عقايد النصيرية، كما أن الراوي هو زعيمهم محمد بن نصير (لعنه الله).


ومن الأمثلة على التلاعب بالخبر:


قال المفضل: يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب قال الصادق: محمد بن نصير في يوم غيبته بصاريا...


أيكون هذا الملعون باباً وقد خرج كتاب بلعنه والبراءة منه على لسان مولانا العسكري (عليه السلام).


قال سعد: حدثني العبيدي، قال: كتب إلى العسكري عليه السلام ابتداء منه أبرء إلى الله من الفهري والحسن بن محمد بن بابا القمي فابرء منهما فانى محذرك وجميع موالي واني العنهما عليهما لعنة الله مستأكلين بنا الناس فتانين مؤذيين إذا هما الله واركسهما في الفتنة ركساً (٢).


كما أنه ادعى البابية وهي ليست له، قال أبو طالب الأنباري: لما ظهر محمد بن نصير بما ظهر، لعنه أبو جعفر (رضي الله عنه)، وتبرأ منه، فبلغه ذلك، فقصد أبا جعفر (رضي الله عنه)، ليعطف بقلبه عليه أو يعتذر إليه، فلم يأذن له وحجبه ورده خايباً (٣).


وذلك لأنه سرقها منه، فكيف نأخذ تاريخ الولادة من هذا الفاسق اللوطي!


حضور السيدة حكيمة في رواياتنا ورواياتهم


في رواياتهم:


قال الحسين بن حمدان: حدثني من زاد في أسماء من حدثني من هؤلاء الرجال الذين أسميهم وهم غيلان الكلابي، وموسى بن محمد الرازي، وأحمد بن جعفر الطوسي عن حكيمة ابنة محمد بن علي الرضا (عليه السلام)، قال: كانت تدخل على أبي محمد (عليه السلام) فتدعو له ان يرزقه الله ولدا وانها قالت دخلت عليه فقلت له كما كنت أقول، ودعوت له كما كنت ادعو فقال يا عمة، اما الذي تدعين إلى الله ان يرزقنيه يولد في هذه الليلة وكانت ليلة الجمعة لثمان ليال خلت من شهر شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين من الهجرة فاجعلي افطارك عندنا فقالت يا سيدي ما يكون هذا الولد العظيم قال إلي نرجس يا عمة قالت يا سيدي ما في جواريك أحب إلي منها... (٤)


من روايات النصيرية ومصادرهم


طريقها إلى النصيريين فقط


رواتها ليسوا من الأصحاب


لا ندري من الذي قال التاريخ أهو تتمة الرواية او زيادة الرواة


في رواياتنا:


ورد خبرين من الخواص برواية الأصحاب


السند الأول: الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن رزق الله قال: حدثني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قالت: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال: يا عمة اجعلي إفطارك هذه الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه، قالت: فقلت له: ومن أمه؟ قال لي: نرجس... (٥)


السند الثاني: قال الطوسي: وأخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار محمد بن الحسن القمي، عن أبي عبد الله المطهري، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا قالت: بعث إلي أبو محمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي... (٦)


من رواياتنا ومصادرنا القديمة


روايتين عنها بسندين مختلفين


رواتها  من الخواص امثال محمد بن الحسن الصفار، ومحمد بن يحيى العطار، وموسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر


قول التاريخ خرج عن لسان السيدة حكيمة ولسان ابي محمد صلوات الله عليهما


المحصِّلة


زيادةً على البيان نطبق قاعدة مولانا الباقر (عليه السلام)


عن زرارة بن أعين قال: سألت الباقر (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيهما آخذ؟ فقال: يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك، ودع الشاذ النادر، فقلت: يا سيدي انهما معاً مشهوران مرويان مأثوران عنكم؟ فقال (عليه السلام): خذ بقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك... (٧)


فنترك الشاذ من روايات النصيرية السقيمة ونأخذ بما جاء في مصادر أحاديثنا الشريفة.


الشهود على الولادة المباركة وعلّة إختلافهم


عن محمد بن محمد بن عصام قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد قال: ولد الصاحب (عليه السلام) للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين (٨).


عن أبي غانم الخادم قال: ولد لأبي محمد عليه السلام ولد فسماه محمداً، فعرضه على أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبكم من بعدي، وخليفتي عليكم، وهو القايم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار، فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً (٩).


عن غياث بن أسيد قال: ولد الخلف المهدي عليه السلام يوم الجمعة، وأمه ريحانة، ويقال لها: نرجس، ويقال: صقيل ويقال: سوسن إلا أنه قيل: لسبب الحمل صقيل وكان مولده عليه السلام لثمان ليال خلون من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين، ووكيله عثمان بن سعيد، فلما مات عثمان أوصى إلى ابنه أبي جعفر محمد بن عثمان، وأوصى أبو جعفر إلى أبي القاسم الحسين بن روح، وأوصى أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنهم، قال: فلما حضرت السمري الوفاة سئل أن يوصى فقال: لله أمر هو بالغه، فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد مضي السمري رضي الله عنه (١٠).


قلت: إن هذا الرجل يخلط كثيراً عندما يجيئ بقولٍ من عنده، ومن الواضح أنه جاء بهذا القول ولم يشهد الولادة، لأنه شهد السفير وقال بأن المولد كان يوم الجمعة، ولم يحدّث بتاريخ الولادة هذا!


عن غياث بن أسيد قال: شهدت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: لما ولد الخلف المهدي عليه السلام سطع نور من فوق رأسه إلى أعنان السماء، ثم سقط لوجهه ساجدا لربه تعالى ذكره ثم رفع رأسه وهو يقول: " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الاسلام " قال: وكان مولده يوم الجمعة (١١).


ومن العجيب أن يُفضَّل قوله على قول الشيخ الكليني (رحمه الله) رغم أن كلاهما عندهما شيء من الأخطاء، فلماذا يرجح قول غياث على قول الكليني؟ رغم أنه كان أقرب للسفراء من غياث.


روى الحسين بن حمدان عن عيسى بن مهدي الجوهري قال: خرجت انا والحسن بن مسعود والحسين بن إبراهيم وعتاب وطالب ابنا حاتم ومحمد بن سعيد، وأحمد بن الخصيب، وأحمد بن جنان من جنبلا إلى سامرا في سنة سبع وخمسين ومائتين فعدلنا من المدائن إلى كربلاء فرأينا اثر سيدنا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان فلقينا إخواننا المجاورين بسامرا لمولانا محمد أبي الحسن (عليه السلام) لنهنئه بمولد مولانا المهدي (عليه السلام) فبشرنا إخواننا أن المولود كان طلوع الفجر من يوم الجمعة لثمان ليال خلت من شعبان - إلى قال الحسين بن حمدان - لقيت هؤلاء المذكورين وهم سبعون رجلا وسألتهم عما حدثني عيسى بن مهدي الجوهري فحدثوني به جميعا وشتى وكان لينيف عن السبعين الذين لقيتهم ممن اجتمع بذلك المجلس فلقي أبا الحسن (عليه السلام) ولقيت عسكر مولى أبي جعفر التاسع (عليه السلام) ولقيت الريان مولى الرضا (عليه السلام) ولقيت ابن عجايز الدارين داري سيدنا أبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام) فمن يجوز تسميتهن ومن حفظهن وروين عن أبي الحسن وأبي محمد (عليهما السلام) (١٢).


بيان: الحال غريبٌ، فكأنه يريد جعل هذا الحضور والرجال حجةٌ لا يمكن ردها، ولا غرابة في وقوع تلكم الاختلافات في ذلك العصر القاسي والمضطرب، إذ ادعى البعض المشاهدة وهو في الواقع يجهل تاريخ الولادة بدقة، وقد كان حرص مولانا أبي محمد (عليه السلام) شديداً على كتمان أمر ولادته إلا للخواص


حدثنا الحسن بن المنذر، عن حمزة بن أبي الفتح قال: جاءني يوما فقال لي: البشارة ولد البارحة في الدار مولود لأبي محمد عليه السلام وأمر بكتمانه، قلت: وما اسمه؟ قال، سمي بمحمد وكني بجعفر (١٣).


عن أحمد بن الحسن بن إسحاق القمي قال: لما ولد الخلف الصالح عليه السلام ورد عن مولانا أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام إلى جدي أحمد بن إسحاق كتاب فإذا فيه مكتوب بخط يده عليه السلام الذي كان ترد به التوقيعات عليه، وفيه: ولد لنا مولود فليكن عندك مستوراً وعن جميع الناس مكتوماً، فإنا لم نظهر عليه إلا الأقرب لقرابته والولي لولايته أحببنا إعلامك ليسرك الله به، مثل ما سرنا به، والسلام (١٤).


ولا يجب أن يؤخذ الأمر من مسامع النصيرية لأنهم ليسوا أهلاً لذلك، فلا هم من الأقرباء لقرابته فهناك من هو أقرب منهم، ولا من الأولياء لولايته، فقد خالفوه واتبعوا اعدائه، وقد يكون هذا الإختلاف في التاريخ مصطنعاً ومزيفاً لكي يحمي مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) فينتشر بين الناس ويختلط الأمر على من يحاول أن يؤذيهم ويلحق بهم الضرر، إلا الخواص المقرّبين من السادات (صلوات الله عليهم) ولا سيما في ظل وجود من كان يظن أن مولانا الحسن (عليه السلام) عقيم ولا ينجب، وغير هذه الشايعات للحفاظ على حياة القايم


وما قد يبين ذلك، أن السبعون رجلاً لم يشهدوا شخص القايم (عليه السلام) فإن التاريخ كان إخباراً، وصرفهم أبوه (عليه السلام) عن الموضوع حيث قال لهم:


 " اما فيكم من أظهر مسألتي عن ولدي المهدي فقلنا وأين هو؟ فقال: قد استودعته لله كما استودعت أم موسى ابنها حيث ألقته في اليم إلى أن رده الله إليها " بينما نجد في قول أبي غانم الخادم الذي تقدم نقله، أن أبي محمد (عليه السلام) عرضه على أصحابه المقربين في اليوم الثالث من ولادته، وهؤلاء بحسب تواريخهم قد جاءوا بعد أسبوع من ولادة الإمام لرؤيته والتهنية به ولم يعرضه عليهم! فهل هؤلاء من المقرّبين؟ حتى عند ذهابهم لم يشهدوا شخصه (صلوات الله عليه)


خبر صريح عندهم في تاريخ الولادة


عن موسى بن مهدي الجوهري، قال: دخلت على مولاي أبي محمد الحسن (عليه السلام) بالعسكر فقلت له يا مولاي هذه سنة خمس وخمسين وقد أخبرتنا بولادة مهدينا فهل يوقت لها، وقت نعلمه قال: السنا قد قلنا لكم لا تسألونا عن علم الغيب فنخرج ما علمنا منه إليكم فيسمعه من لا يطيق استماعه فيكفر فقلت: يا مولاي أرجو ان أكون ممن لا يكفر قال: يولد قبل طلوع الفجر بيوم الجمعة لثمان ليال خلت من شهر شعبان سنة سبعة وخمسين ومائتين وأمه نرجس وانا اقبله وحكيمة عمتي تحضنه فقلت لك: الحمد، والشكر، يا مولاي إذ جعلتني اهلا لعلم ذلك فلم أزل وجماعة علمت منه نرقب الوقت ونعد الأيام حتى ولد كما قال لا زود ولا نقص وأمه نرجس وقبله في ولادته وعمته حكيمة ابنة محمد بن علي (عليهما السلام) حضنته (١٥).


أقول: بعد كل ما قدمناه من الإحتمالات الواردة بالدلايل نضيف عليها ما يردُّ على هذا الخبر النصيري


وهي روايةٌ شريفةٌ خاصةٌ من مصادرنا القديمة تحسم أمر تاريخ الولادة


كتاب الرجعة (الغيبة) لابن شاذان رحمه الله


الكتاب مفقود في عصرنا الحالي، إلا أنه لحسن الحظ كان موجوداً عند محمد مير لوحي السبزواري المعاصر للعلامة المجلسي، وقد أكثر نقل الأحاديث منه في كتابه " كفاية المهتدي " الذي فرغ منه سنة ١٠٨٣ هـ، حتى صار كتابه مختصراً لروايات بن شاذان النادرة


فإن الرجل كانت عنده اكثر الكتب المفقودة وخاصة فيما يخص الغيبة


وقد نقل روايةً عن أبي محمد العسكري عليه السلام تخص تاريخ ولادة صاحب الزمان عجل الله فرجه


كتاب كفاية المهتدي نقلاً عن الغيبة لابن شاذان قال: قال ابو محمد بن شاذان رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن حمزة بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن عليّ بن ابي طالب (صلوات الله عليه) قال: سمعت ابا محمد عليه السلام يقول:


قد ولد وليّ الله، وحجته على عباده، وخليفتي من بعدي، مختوناً ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر.


وكان أوّل مَنْ غسله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائكة المقربين بماء الكوثر والسلسبيل، ثمّ غسلته عمتي حكيمة بنت محمد بن عليّ الرضا عليه السلام، فسئل ابو محمد عليه السلام عن أمه فقال: امّه مليكة التي يقال لها بعض الأيام سوسن، وفي بعضها ريحانة، وكان صقيل ونرجس ايضاً من اسمائها.



لتحميل المخطوطة (اضغط هنا) 

وقد نقلها عنه الخاتون آبادي (١٦)، وصحّحها الميرزا النوري (١٧).



⊱━━━━━━⊰✾⊱━━━━━━⊰


الاسمبريد إلكترونيرسالة