JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

تاريخ ولادة الإمام السجاد عليه السلام



 إن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) لم يُولد في شهر شعبان كما يُشاع، فقد تعرّض تاريخ مولده للتحريف أيضاً، والحقيقة أنه وُلد في شهر رمضان المبارك، وتحديداً في التاسع عشر منه.

في الهداية الكبرى بعدما ساق الأسانيد المثبتة: مضى وله سبع وخمسون سنة مثل إقامة أبيه في العمر في عام خمسة وتسعين من أول سني الهجرة، وكان مولده ليلة الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة قبل وفاة جده أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان مقامه مع جده أمير المؤمنين (عليه السلام) سنتين، وأقام مع أبيه الحسين عشر سنين وبعد وفاة أبيه (عليه السلام) خمسة وثلاثون سنة (١).

قال أبو محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام): ولد في المدينة، في المسجد، في بيت فاطمة (عليها السلام) سنة ثمان وثلاثين من الهجرة، قبل وفاة جده أمير المؤمنين، فأقام مع جده سنتين، ومع عمه الحسن عشر سنين، وبعد وفاة عمه مع أبيه عشر سنين، وبعدما استشهد أبوه خمساً وثلاثين سنة  (٢).

بيــــان: اعترض كثيرٌ على هذا النقل، واتهموني بالزندقة والميل إلى النصيرية بدعوى أن هذه الليلة تصادف ذكرى ضربة أمير المؤمنين (عليه السلام) فكيف يُفرح بها؟

وهذا الاعتراض في حقيقته، نابع من خلط في المفاهيم، ومن إسقاط غير منضبط للمعايير

فأولاً: الرواية التي نقلتها لم أحضرها من كتاب سرّيٍ خاص بالنصيرية، إنما نقلها وجمع أسانيدها ومضامينها الحسين بن حمدان في كتابه، وهي مسألة لم تحظَ بعنايةٍ روائية بين الأصحاب، فحتى الكتب المصنّفة لم يصلنا منها إلا القليل وبعضها لم يصل مطلقاً، وقد بيّنت حالها في منشورٍ سابق (اضغط هنا) ثم منذ متى ونحن نردّ الروايات الشريفة بأهوائنا؟ عن جابر الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن لنا أوعية نملؤها علماً وحكماً، وليست لها بأهل فما نملؤها إلا لتنقل إلى شيعتنا فانظروا إلى ما في الأوعية فخذوها، ثم صفوها من الكدورة، تأخذونها بيضاء نقية صافية وإياكم والأوعية فإنها وعاء فتنكبوها (٣).

وأنا في مقامي هذا لا أدافع عن ابن حمدان الكافر، إنما أبين الحال لأن كثيراً من روايات الهداية الكبرى تطابق رواياتنا وأصولنا الروائية.

ثانياً: إن ضربة أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان سنة ٤٠ هـ، بينما ولادة الإمام الإمام السجاد (عليه السلام) كانت قبل ذلك بسنتين، في سنة ٣٨ هـ، فكيف يُقال إن الرواية تحتفل بليلة المصاب؟ أين وجه الربط بين الواقعتين وهما منفصلتان زمنياً؟

ثالثاً: أنا لم أشرّع ليلة ١٩ رمضان يوماً للاحتفال، ولم أُنشئ مناسبة، بل أنا ناقل للرواية، ولست مسؤولاً عن إسقاطات المتلقين، وإن كان إشكالهم في الحزن والإحتفال بليلة واحدة، فلا ضير في تأخير مظاهر الفرح مراعاةً لمصاب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، من باب ترتيب الأولويات، ولكن ليس لنا أن نردّ الروايات لأجل هذا التداخل الزمني الذي لا دليل على اعتباره معياراً في قبول الرواية أو ردّها.

أما من يزعم أن الرواية مدسوسة أو مضافة من قبل المؤلف، فعليه أن يبين موضع الإضافة، ويوضح وجه الاعتراض بدليل علمي، لا باتهامات عشوائية لا تنهض أمام النقد.

وقد وجدنا أن التواريخ الواردة في تلك الرواية، توافق رواية مولانا العسكري (عليه السلام) في ذكر السنوات، فلا وجه للطعن فيها من حيث المتن، ولا القرائن تدل على وضعها، إلى أن يأتي المعترض بدليلٍ يثبت صحة مدعاه.

⊱━━━━━━⊰✾⊱━━━━━━⊰


الاسمبريد إلكترونيرسالة