JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

متى ولد مولانا الحسن عليه السلام؟


 محمد بن جرير الطبري الإمامي (رحمه الله) قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا جعفر بن مالك الفزاري، عن عبد الله بن يونس، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام):


قال: وحدثني أيضا عن محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني (صلوات الله عليه):

وحدثني أيضا عن منصور بن ظفر، عن أحمد بن محمد الفريابي المخصوص ببيت المقدس، في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثمائة، عن نصر بن علي الجهضمي، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن مواليد الأئمة وأعمارهم (عليهم السلام).

وما حدثني عن محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد (عليه السلام)، وهو الحادي عشر، قال: ولد أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) يوم النصف من شهر رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، وفيها كانت بدر، وبعد خمسين ليلة من ولادة الحسن (عليه السلام) علقت فاطمة بالحسين... (١)

أقول: إن الأسانيد هي نفسها المشهورة التي نقلها الحسين بن حمدان وابن أبي الثلج، ولكن سيتعارض هذا التاريخ كما سيأتي، وسندخل في إشكالاتٍ جسيمة، فكيف تكون ولادته في النصف من رمضان وبينه وبين أخيه الحسين (عليهما السلام) ستة أشهر؟ فمن المعروف أن الحسين (عليه السلام) مولود في شعبان.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان بين الحسن والحسين (عليهما السلام) طهر وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشرا (٢).

عنه (عليه السلام): وحملت بالحسين فحملت ستة أشهر ثم وضعته ولم يعش مولود قط لستة أشهر غير الحسين بن علي وعيسى بن مريم (عليهما السلام)... (٣)

قال العلامة المجلسي: واشتهر بين الفريقين من كون ولادة الحسن (عليه السلام) في منتصف شهر رمضان، وما مر في الرواية الصحيحة في باب ولادتهما (عليهما السلام) من أن بين ولادتيهما لم يكن إلا ستة أشهر وعشرا، لكن مع ورود هذه الأخبار، يمكن عدم القول بكون ولادة الحسن (عليه السلام) في شهر رمضان، لعدم استناده إلى خبر على ما عثرنا عليه، والله يعلم (٤).

قلت: ومن العجيب أنه لم يعثر على خبر الدلائل المشهور، إذ أن المجلسي كان عنده أخباراً لا تعد ولا تحصى، وأسانيد الرواية موثوقة عندي وقد أثبتّها فيما تقدم، ومتنها سليم وموافق للروايات الأخرى، ففيها كيفية سمّ مولانا الحسن وتفاصيل منع الحميراء (لعنها الله) لدفنه، وبالجملة فالمقام محل إشكال لم يُلتفت له، وقد يحلُّ بطريقتين:

أولاً: أن نثبّت تاريخ ولادة مولانا الحسن ونعتمده في الحساب:

وذلك يستدعي الأخذ برواية الدلائل في ولادة الحسين (عليه السلام)، قال أبو محمد الحسن العسكري (عليه السلام): ولد بالمدينة يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث من الهجرة، وعلقت به أمه في سنة ثلاث، بعد ما ولدت الحسن أخوه بخمسين ليلة، وحملت به ستة أشهر فولدته، ولم يولد مولود لستة أشهر غير الحسين وعيسى بن مريم - إلى أن قال - وإن مولد الحسين (عليه السلام) كان لستة أشهر، ورضاعه أربعة وعشرون شهرا... (٥)

فإذا أضفنا ستة أشهرٍ وخمسون يوماً إلى ولادة الحسن وهو الخامس عشر من شهر رمضان فالمحصلة ستكون الخامس من جمادى الأولى، وهو تاريخ ولادة الحسين على الرواية أيضاً، ولكن تبقى مشكلة، وهي أنه يجب ان تكون ولادة الحسين في السنة الرابعة من الهجرة، ومذكورٌ في الرواية سنة ثلاث، ويحمل على التصحيف او سهو النُّساخ، وعلى هذا الحساب تكون ولادة الحسن في الخامس عشر من شهر رمضان، وولادة الحسين في الخامس من جمادى الأولى.

ثانياً: أن نثبّت تاريخ ولادة مولانا الحسين ونعتمده في الحساب:

وذلك يستدعي ترك روايات الدلائل والأخذ بروايات المصباح، فكان مما أخرج إلى وكيل وثقة الحسن العسكري وموضع عنايته الشيخ القاسم بن العلاء الهمداني: أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه، وادع فيه بهذا الدعاء: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَوْلُودِ فِي هَذَا الْيَوْمِ، الْمَوْعُودِ بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ اسْتِهْلَالِهِ وَوِلَادَتِهِ... (٦) " وروايات أخرى يأتي ذكرها في المنشور القادم. 

فنطرح ستة أشهرٍ وعشرة أيامٍ من ٣ شعبان، بذلك تكون ولادة الحسن (عليه السلام) في أواخر شهر صفر، وولادة الحسين في ٣ او ٥ شعبان.

⊱━━━━━━⊰✾⊱━━━━━━⊰

NameEmailMessage